اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نشر الصحافة الحكومية المصرية صوراً تنتهك خصوصية عائلة د. محمد البرادعى المدير العام السابق لهيئة الطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير، أمر يعبر عن تبنى النظام المصرى لحملة تشويه انتقامية ضد د.البرادعى الذى يمثل من وجهة نظرها تهديداً كبيراً لعائلة الرئيس مبارك.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الصحف المصرية التى تعمل لحساب الحكومة فى مصر، والتى دأبت قبل ذلك على تشويه د. البرادعى، ووصفته بأنه مصرى لا يعلم شيئا عن مصر وأنه دمية فى أيدى أمريكا، استمرت هذه الصحف فى حملتها المناهضة للبرادعى وقامت بنشر مجموعة من الصور الخاصة بأسرة البرادعى بغرض إظهاره بصورة السكير والمنحل الذى لا يلقى بالا لشرائع الإسلام.
وتم ذلك من خلال نشر إحدى الصور التى تظهره هو وعائلته فى إحدى الحفلات وأمامهم بعض كؤوس الخمر، وصور أخرى تظهر فيها ابنته ترتدى فيها المايوه "البيكينى"، مؤكدة الصحيفة أن هذه الصور أرادت الحكومة من خلالها تشويه صورة د. البرادعى الذى يطالب النظام المصرى بإجراء تعديلات دستورية وسياسية تؤثر سلباً على موقف النظام الحاكم فى مصر.
كما تحدثت الصحيفة عن تبنى حملة لتشويه البرادعى بنشر معلومات على شبكة التعارف الاجتماعى "فيس بوك" تؤكد أن د. محمد البرادعى وعائلته ملحدين ولا يتبعون اى ديانة وأن ابنته ليلى تعلن إلحادها على الملأ، وأنها متزوجة من شخص مسيحى يدعى " نيل بيزى"، وادعت الجهة التى نشرت هذه المعلومات على الفيس بوك أنها مقربة من عائلة البرادعى وتعرف عنهم الكثير ولديها صور زواج ليلى من شخص مسيحى فى إحدى الكنائس.
وأضافت الصحيفة أن د. محمد البرادعى، الذى يتمتع بسمعة ممتازة فى كل دول العالم، أكد أن الصور التى نشرته بعض الصحف المصرية لا تريد إلا تشويه صورته وذبحه سياسياً أمام الرأى العام فى مصر، وانتقد الحكومة المصرية لنشرها هذه الصور التى أرادت بها الإساءة إلى عائلته، بهذه الطريقة التى تنتهك حقوق الإنسان، وتؤكد أن النظام الحاكم فى مصر كاذب لأنه يدعو لديمقراطية وعدالة اجتماعية زائفة، ولا يطبق ما ينادى به ويدعيه.
وأخيراً تطرقت الصحيفة إلى الصراع السياسى بين د. محمد البرادعى والنظام الحاكم فى مصر، وهو الصراع الذى بدء بحملة ترشيح البرادعى رئيساً للجمهورية، وموقفه الرافض لتوريث الحكم فى مصر لجمال مبارك نجل الرئيس، ومطالبته بتغيير بعض مواد الدستور حتى يتمكن المصريين من انتخاب رئيسهم بنزاهة وشفافية، إلى أن ترأس الجمعية الوطنية للتغيير التى تعارض النظام المصرى، ودعوته للعصيان المدنى ومقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، و أشارت الصحيفة أنه رغم هذه الصراع القائم بين البرادعى والنظام المصرى إلا أن أحد مسئولى الحزب الديمقراطى الحاكم فى مصر ينفى اى علاقة بهذه الحملة، ووصفها بأنها انتهاك لخصوصية الآخرين.